القائمة الرئيسية

الصفحات

في يوم التأسيس .. يفخر الأحفاد بما حققه الأجداد


د. محمد بن صالح الظاهري

قال تعالى (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

بعد ثلاثة قرون مضت نستذكر التأسيس في جزيرة العرب مترامية الأطراف والتي كانت تجول فيها القبائل وينعدم فيها الأمن ويبرز الجوع وعدم الاستقرار الاداري والسياسي، وتسود شريعة القوة والتسلط، إلى أن قام الإمام محمد بن سعود ورجاله وأسسو الدولة السعودية الأولى في منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م بعد أن جمعوا شمل القبائل وأرسوا الأمن والاستقرار وشرعوا في تأسيس حضارة امتدت أكثر من 300 عام حتى يومنا هذا حيث نحتفل بيوم التأسيس على يدي الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – حيث نعتز بجذورنا الراسخة ونستلهم ما حققه القادة العظام منذ ذلك اليوم وحتى حاضرنا واستمراراً إلى مستقبلنا بإذن الله.

وإننا في هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية نفتخر بهذا الإرث التاريخي الكبير الذي أسسه الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – مروراً بحكم الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود – رحمه الله – في الدولة السعودية الثانية حتى قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - عام 1319هـ (1902م) لتأسيس الدولة السعودية الثالثة وتوحيدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها حتى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله -.

إن ذكرى يوم التأسيس لحظة عظيمة لنتذكر ثلاثة قرون مضت منذ تأسيس الدولة السعودية وما تحمله من أحداث ومواقف خلدتها كتب التاريخ والِّسير، وبرزت معالمها على امتداد الجزيرة العربية إذ لم تكن دولة وليدة لحظة عفوية بل تشكلت على مدى قرون ورسخت قواعد الدولة المتماسكة التي أرست الحكم وجعلت أمن المجتمع في مقدمة اهتماماتها مع خدمة الحرمين الشريفين وتحقيق رغد العيش للمجتمع وسط تحديات كثيرة لكن عمق التلاحم الوطني وقوته كان بفضل الله تعالى سببًا في تعاقب الدولة السعودية منذ عام 1727م حتى وقتنا الحاضر، وصد أي عدوان خارجي أو محاولة لخلخلة النسيج الاجتماعي في الدولة السعودية لتستمر نجاحاتها حتى العهد الميمون على الرغم من الظروف العصيبة التي مرت بها في الماضي.

لقد جاء التأسيس تحت قيادة الإمام محمد بن سعود يعاضده رجالاً أوفياء أسند لهم بعض المهام لبناء اللبنة الأولى ومن هؤلاء الفرسان والرجال العظام الشيخ سعود بن مضيان الظاهري أحد شيوخ قبيلة حرب في ذلك الوقت والذي اسند إليه طرد الحملات العثمانية وجميع القبائل السائبة في الحجاز وقد عين أميراً للمدينة المنورة وحظي بمكانة عالية لدوره مع بقية الشجعان في صون الدولة وطاعة إمامها لما فيه مصلحة البلاد والعباد.
كما أن من بين الفرسان في تلك المرحلة الأمير والفارس مبارك بن مضيان الظاهري الحربي أمير الحج في عهد الدولة السعودية الأولى، وإننا أحفاد هؤلاء الرجال العظام ونحن نستذكر عهد التأسيس لنعبر عن فخرنا واعتزازنا بهؤلاء الفرسان والأبطال الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الوقوف إلى جانب دولتهم وعاضدوا الإمام محمد بن سعود حتى قامت الدولة واتسمت بالأمن والآمان والعدل وازدهر فيها الاقتصاد، وتتويجاً لذلك تعاقبت حتى يومنا هذا، حيث الرخاء والتنمية والتطور والسير نحو المجد بعناية ورعاية الله ثم اهتمام والدنا وقائدنا مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ،وهمة بطل وزعيم وباني مجد سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزواء (أمد الله في عمرهما). 

حيث أطلقت رؤية المملكة 2030 وهي تمثل أكبر خطة استراتيجية تنموية نهضوية عملاقة عرفها العالم، في وقت أن المشاريع تتوالى من حين إلى آخر من نيوم وحتى مشروع المكعب الذي سينقل عاصمتنا الحبيبة الرياض إلى مرحلة ستبهر الجميع، وغير ذلك من النقلات التي تتجدد كل يوم وتضع وطننا العزيز في مكانة متقدمة.

نحمد الله نحن الأحفاد أن أعطانا الله وطناً عظيماً وأكرمنا بولاة أمر يقيمون العدل ويرعون الشعب ويهتمون لبناء الوطن وصونه للأجيال، ونرجو من الله وندعوه في هذه المناسبة المباركة أن يديم الأمن والآمان على بلادنا ويجعلها مباركة في كل زمان ويعز قادتها ويزيد الألفة والتلاحم بين القيادة والشعب هو القادر على ذلك سبحانه.

author-img
السيد الأعرج صحفي متخصص في رياضة العالمية والمحلية وسبق له العمل في اكثر من مكان

تعليقات

التنقل السريع